لندن غابة الألوان المتوحشة والأليفة
القرميد الأحمر المعتق مثل عرض شبح الأوبرا في سوهو والسحر المستمر لعشرة أجيال قادمة كهاري بوتر
الأخضر بكل درجاته حتى التي لا تدركها العين
في الثلج هي مثل ابتسامة ديانا ناصعة وحزينة
في الشمس هي مثل خربشات ميغان الجريئة على جدران كنيسة سانت جورج
وإذا حميت عند عشرينها خلعت آخر ورقة توت عن أحلام الصبايا المسرعات بالتنانير القصيرة من باص إلى باص
لباراتها رائحة نتنٍ مخمر لخشب رطبه التاريخ بنكهة حريقها الكبير مع مزيج النبيذ و السكر والقرفة وجوزة الطيب والبرتقال وغرسة من عروق اللافاندر ونفرة من دم رأس يتدحرج مقطوعاً لاهثاً بلا توقف..
زهر الربيع يتسلم شخصياً مفتاح المدينة من الشتاء ويترك له فتحة في السقف ليهطل كلما ضاق الغيم بسعة السماء، ففي التايمز دوماً متسع له
أشجارها المعمرة تعب المطر كما يعب سكيروها الكحول ثم يجتمعون في المساء ليحكوا قصة أجسادهم النهمة للأسى
كل إنسان يعيش في لندن ينضم لجوقة ابتهالاتٍ ما تحت رعاية التاج في الشوارع
كل إنسان يصبح لحناً، مرة واحدة على الأقل يومياً، في مترو الأنفاق
من دون أن ينتبه أحدٌ لقلبه الحافي.