مذكراتي مع كرة القدم 3


في سيل مذكراتي مع كرة القدم الذي حفزته طاقة مونديال 2022 الكثير من الحكايات. ففي عام 1982 أقيمت البطولة في إسبانيا. وكل التلاميذ كانوا يتحدثون عن كأس العالم وأنا لا أفقه شيئاً في هذا المضمار. وحدها أسماء مثل زيكو وسقراط مازالت تتردد في رأسي مثل صدى مبهم من الماضي.
ولأن البطولة حكمت في آخر شهر من المدرسة وفي وقت الإمتحانات، قررت أمي أن علي الدراسة في البلكون. بحيث يستطيع الجميع أن يتابع المباريات لأتفرغ أنا للمذاكرة. أغلقت أمي الأباجورات (وهي النوافذ الخشبية التي يكون قوامها قطع خشبية مائلة لتحجب الضوء) على اعتبار أن هذا أفضل لمشاهدة التلفزيون وحماية الشاشة من أي انعكاس. لكن حر الصيف منعها من إغلاق الأبواب.
ومن شقوق الأباجور حليت المباريات بعيني.. فكيف لا وكل العائلة في هرج ومرج إلا أنا حبيسة البلكون مع كتاب التاريخ!
كنت أغلي من الحرمان في الصف مغمورة بجهل الأحداث، وحين ألتقط من شقوق الأباجور أي معلومة أو حدث، أطير في اليوم التالي إلى المدرسة لأشارك بالحديث عن الحدث العالمي. الفوز الجزائري على منتخب ألمانيا الغربية. والتهديد بانسحاب المنتخب الكويتي لحذف هدف فرنسي سجل غدرا في مرماهم. والركلات الترجيحية بين فرنسا وألمانيا. إلى أن توجت إيطاليا بالبطولة.
ونجحت نسرين في الصف الخامس.
ولأن العلم في الصغر كالنقش على الحجر فلا أذكر من بطولة 1978 سوى عبارة كان يرددها التلاميذ السوريون ( أرجنتينا تفاح وكرمنتينا ) وحتى اليوم كلما سألني أحدهم من تشجعين من الفرق أجيب بعفوية طفولية مفرطة.. الأرجنتين.

كرة_القدم

مونديال2022

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s