لعبت في حياتي كرة القدم عدة مرات لأسباب عاطفية..
كنت أقبل أن ألعب ولو كمالة عدد. شعر قصير وجسد خفيف وحركة مستمرة وسرعة كالبرق وقدرة هائلة على الاحتمال، مواصفاتي ممتازة تطغى على جهلي بقواعد اللعبة.
كان الكابتن سامر يقرر بأن نسرين ستكون الغولار.. فأتقدم بشجاعة ولامبالاة وأتموضع في وسط فسحة مدخل العمارة من دون أن ينتبه أحد للغصة التي تتشكل في حلقي وأنا أبتلع ريقي من الرهبة والخوف .
أستميت لأصد الطابة، وأعود إلى البيت مثل قطة متشردة مرمية بالحجارة. ركبي تنزف وسحجات السقطات الزاحفة تملأ فخذي، ودموع في عيني من ضربة طابة في منتصف وجهي تماما.
صبري واحتمالي صنعا جدارتي، كنت غولاراً عتيداً، أجيد حماية الشبكة الوهمية كرمى لعيني الكابتن. وكنت أعتقد أنه لا يعتبرني سوى سد فراغ. يمكن لحضور جورج أو هيثم أو أي صبي آخر أن يعيدني فورا إلى دكة المتفرجين.
وحين كبرت قليلا ومنعت من اللعب مع الصبيان، اعترف سامر بحبه لي. حينها عرفت أنني أنا التي سددت الهدف.
منذ ذلك الحين لا أتابع سوى المباريات النهائية فقط في لحظة التعادل الأخير، تحمسني الركلات الترجيحية التي تكون العين فيها على زملائي حماة الشباك وتسعدني سعادة الفائزين.