مونديال روسيا 2018 حكاية أخرى. كان الدب الروسي يضرب خبط عشواء في كل مكان. ومع ذلك وجد متسعا من الوقت والقدرة على تنظيم مباريات كأس العالم.
ولأن الدب كان يجثم على خناق سوريا، تخيلت أن السوريين أو على الأقل جمهور الثورة الذي يزايد في كل صغيرة وكبيرة وفي كل الأحداث والمواقف سيقوم بمقاطعة هذا الحدث قولا واحداً.
واعتقدت أننا مجروحون كتيراً وجرحنا مستمر بالنزيف إلى الحد الذي لن يجعلنا نشارك أو نساهم في نجاح أي نشاط برعاية روسية. وكتبت يومها أرض الملاعب الروسية مشيدة على جثث الأبرياء، قاطعوها من أجل كل شبر في سوريا دنسته قوات الاحتلال الروسية وارتكبت مجازرها فيه
لكن من يستطيع الوقوف بوجه السياسة والرياضة حين يجتمعا معافي حدث كهذا.
حتى القنوات المحسوبة على الثورة لم تستغن عن نسبة المشاهدة.
امتلأت المقاهي بعشاق اللعبة، وهان الموت المستمر. وبريطانيا التي قاطعت المونديال على المستوى الرسمي وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية حينها تيريزا أن بلادها ستقاطع على المستوى الرسمي كأس العالم 2018 في روسيا، على خلفية تحميل الأخيرة مسؤولية تسميم جاسوس سابق في إنكلترا، لكن مع ذلك، شارك منتخبها في البطولة. يومها علق لي مؤنس بخاري على الفيسبوك قائلاً:
حتى بريطانيا أضعف من فصل الرياضة عن السياسة.
أما الصديق فادي أسعد فسألني وماهي آلية المقاطعة؟
فأجبته بسخرية مريرة:
أول خطوة نبتكر هاشتاغ للمقاطعة. الخطوة الثانية أن أحداً لن يلتزم به.
وهكذا كان.. وتوجت فرنسا بالبطولة، ويادار مادخلك شر!