أنا شخصياً لست من عشاق كرة القدم، لكن بالتأكيد لست من أعدائها.
قد أحضر مباراة كل أربع سنوات مرة ولا أنساها.. في الحقيقة أنا عنصر مسلٍ جدا حين أحضر المباراة، فقد أنفعل أكثر من كافة الحضور الذين يفهمون حقا ما الذي يحدث في الملعب!
ولأن وسائل التواصل الاجتماعي تبرمجنا وصنعت منا آلات لخدمة الترند. بل وتسجل لنا خطايانا كلها في ذاكرة هائلة. لا يمكنك أن تنكر أنك في يوم من الأيام انجرفت وتحمست وأدليت بدلوك. وإذا نسيت يذكرني الفيسبوك كيف تعاطفت مع محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي حين غادر الفرعون المصري المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا في عام 2018 بين ليفربول وريال مدريد، باكياً بعد أقل من نصف ساعة من عمر المباراة بعد تدخل عنيف من سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد الدولي الإسباني.
يومها وصفت الصحافة ما حدث بأنه “كابوس للعالم كله”
وكتبت أنا بوست دعوت فيه على راموس من كل قلبي يومها: الله يكسر إيده وخاطره.
ولأن الشيء بالشيء يذكر كتبت في ذات البوست بتاريخ 31-5- 2018 :
بينما يودع اليوم جمهور الساحرة المستديرة (زين الدين زيدان) تعود حادثة نطح زيدان للاعب الإيطالي ماتيراتزي في آخر مباراة لمونديال 2006
في ذلك الوقت لم يعرف أحد السبب الحقيقي الذي جعل زيدان ينطح ماركو واجتاحنا الغضب، جمدتنا صدمة المفاجأة منه، ووصفنا مافعله بالتصرف الغبي في اللحظة الخاطئة..
ثم عرفنا حكاية الشتائم وحكايات أخرى حول الحادثة.
يومها علقت الصديقة ساندرا علوش:
قبل هالنطحة الشهيرة كان الفرنسيون يعتزون بزيدان و يفتخرون به كإبن البلد الذي رفع رايتهم، و بعد النطحة تبرأوا منه و صار اسمه الفرنسي من أصل عربي!
ما أريد قوله إن كرة القدم ليست فقط لعبة عنيفة بل ولئيمة أيضاً، فعلى مايبدو استفزاز وضرب اللاعبين لبعضهم ليخرجوهم عن حالة التركيز ويتخلصوا من أشطر وأخطر لاعب في المباراة ليست هي الضرر الوحيد الذي يلحق باللعبة. بل إن أكبر الأثر يقع على المتفرجين. والذين يتحولون بدورهم إلى جمهور عنيف وجكرجي ولئيم!
والأدلة كثيرة جدا، على العنف في الملاعب وردود أفعال المتفرجين ولهذا حكاية أخرى .. بلا أي عزاء للروح الرياضية.