مذكراتي مع كرة القدم 10

قال للصحفيين بإنكليزية “متكلفة “حسب الوصف الحرفي لتقرير ESPN :

“أنا خائف. نعم أنا خائف. ففي سوريا اليوم لو تكلمت فإنَّ شخصاً ما سوف يقتلك، بسبب كلامك، بسبب أفكارك. لا بسبب أفعالك”.

واكتفى لاعب الكرة السوري السابق فراس الخطيب بوصف الأسباب التي أجبرته على العودة إلى سوريا ب”المعقدة”.

فراس غادر سوريا باكرا ليحترف في الأندية الكويتية منذ عام 2002، مثل النادي العربي ونادي القادسية ونادي الكويت ونادي السالمية وغيرها.

في 2017 كان فراس الذي لطالما جال الملاعب بعلم الثورة يصارع فكرتين، الأولى أن يصبح نجما كرويا للمنتخب السوري ليشارك في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا. والثانية أن يخسر 12 مليون مشجع وداعم، ويبدو أنه اختارهما معاً.

لم يفهم أحد ما الذي يحدث مع فراس الخطيب، ولماذا سيبيع موقفه الثوري وهو الذي غرد غرد على تويتر في عام 2012:

“لن ألعب لمنتخب سوريا طالما هناك قصف للبلدات والمدن السورية، خصوصا مدينتي حمص”.

ما هي المزايا أو التهديدات التي تختبئ وراء هذا التحول؟ لا أحد يعلم.

حينها أرسل له صديقه اللاعب نهاد سعد الدين رسالة مفادها بأنه ” سيُرمى في سلة قاذورات التاريخ..”.

وأنا التي لا أفهم في الكرة استشعرت الخسارة وكتبت في 23 مارس 2017 كتبت:

فراس الخطيب

#ياحيف

لكن فراس كان قد حسم أمره. وضرب بنا عرض الحائط.

وحين لم تحرز سوريا أي تقدم للتأهل لكأس العالم 2018. خسر كل شيء، العنب والحصرم.

إجابات الفيفا على تساؤلات وتقارير الحقوقيين حول وضع اللاعبين السوريين كانت دوما رخوة ومتهاونة. تقريرية جافة. ظاهرها إنساني وباطنها محشو بالتطنيش.

التقارير التي أثبتت مقتل عشرات اللاعبين أو أسر أفراد من عائلاتهم، فرار مئات اللاعبين السوريين إلى الدول المجاورة وإلى أوروبا مثل هروب المدافع فراس العلي قبل الفجر من المنتخب الوطني خلال معسكر تدريبي للفريق بعد وقتٍ قليل من علمه بأنَّ ابن عمه البالغ من العمر 13 عاماً قد لقي مصرعه، ثم المأزق الأخلاقي الذي وضعت نفسها مع اللاعبين والمشجعين فيه إثر حضور سوريا في مشهد كأس العالم 2018 ، عدا عن الموافقة على إقامة البطولة في روسيا.

كل ذلك لم يعن للفيفا شيئا.

ثم يتحدثون عن فصل الرياضة عن السياسة عن المال…

إنها نكتة مكلفة، لم تعد تضحك أحداً. بلغت ذروتها في المحاولة الأخيرة لتلميع فراس الخطيب ووضعه في وسط محرقة القلوب، مدربا لفريق نادي الكرامة، قبل أن يعتزل نهائياً على الهواء مباشرة في برنامج صدى الملاعب.

وتيكي تاكا توكو تو تاتا..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s