مذكراتي مع كرة القدم 5

على الرغم من كل الموت لم تتوقف كرة القدم عن استقطاب الجماهير في السنوات العشرة الأخيرة.

كان الأمر عصياً على فهمي. أنا التي تشبّثَت بالإيجابية حتى لا تنهار، لم يهن علي أن تتوجه الأنظار بين حين وآخر إلى الملاعب. سارقة الانتباه من المأساة السورية. المأساة التي لم تنته حتى اللحظة.

لم تفلح الأصوات المنادية بمقاطعة مونديال 2014 الذي أقيم في البرازيل بلاد السامبا، بل إن مشجعي اللعبة في الداخل السوري كانوا يتباهون في الوقوف بوجه آلة الحرب وتركيب اللواقط في أماكن عالية لمتابعة المباريات، ما اعتبر بطولة وانتصاراً في درعا التي كانت هدفاً في تلك الفترة للبراميل المتفجرة. وبرز في عناوين صبحية الآن البرنامج الإذاعي الذي كنت أقدمه عناوين رئيسية مثل:ما الذي فعله ياسر أبو نبوت ابن السابعة في بلدة النعيمة بحوران لحضور كأس العالم؟ السوريون يتابعون المونديال رغم أنف داعش. وفي مخيم اليرموك مباريات كأس العالم في الملاجئ مجاناً..

اختلفت وجهات النظر وتباينت حول المباريات مثل كل شيء في تلك الفترة، ولم تفلح البوستات الغاضبة التي تنادي بجدوى مقاطعة كأس العالم في إحداث أي أثر. وبجرأة كان المشجعون مستمرون في إعلان حماسهم بين الشهيد والشهيد.

لم تغب السياسة عن المواقف الرياضية فعلق الصحفي ياسر الرحيل على فوز الأرجنتين على إيران. ياميسي أنت قليل عليك قيادة المنتخب يجب أن تحكم العالم.

وحين فازت ألمانيا بمباراة صعبة في مواجهة الأرجنتين. ضمن الألمان تأييداً كبيراً من جمهور الثورة فالمواقف الألمانية المشرفة تجاه قضية اللاجئين وتجاه الملف السوري كانت سندا كبيراً لشعب الثورة اليتيم في ذلك الحين.

(يتبع)

#كرة القدم

#مونديال2022

أضف تعليق